Thursday, October 16, 2014

جيل يحب التعلم


إخواني المعلمين . . عودا حميدا وكل عام وأنتم بخير.
   هذا عام جديد يطل علينا بعد عام مضى بما فيه من حلو ومر، عام جديد أصعب ما فيه الطالب الجديد. فالفصل مجتمع صغير، تختلف فيه الطبائع والعادات والتقاليد والميول والاتجاهات، فكيف نولف بين كل هؤلاء جميعا؟ كيف نذيب الفروق الفردية بين الطلاب؟
 لن نذكر هنا الفروق بين القدرات التحصيلية، وإنما نذكر الفروق في السلوكيات والميول والاتجاهات وهو ما نسميه – وبخاصة مع الطالب الجديد في المرحلة الابتدائية - مرحلة كسب الولاء أو النقل (نقله من منزله وأسرته مجتمعه الوحيد سابقا إلى المدرسة مجتمعه الجديد، من تعامله مع أسرته التي تقبله بما هو عليه أيا كان، إلى مجتمع أكبر قد يرفضه أو ينتقده).
   إن مهمتنا كمربين جعل هذا الانتقال سهلا يسيرا، والمعلم الناجح وكذلك المعلمة الناجحة يجعلان الطالب يحب الفصل أكثر مما يحب المنزل، لكن بشروط وضوابط بيئة التعلم لا بشروط الطالب، ينطلق ويلعب ويمرح ولكن وفق تعليمات ونظام البيئة الجديدة، والمعلم مطالب أن يسهل على الوافد الجديد هذا الأمر بالرغبة لا بالرهبة، لا خوفا من العقاب، وإنما رغبة في تقبل الآخرين له من المعلمين والأقران.
في البداية - أول يوم في أيام الدراسة - احرص على أن تكن ألوان ملابسك زاهية نظيفة مرتبة أكثر من أي يوم وزع ابتسامتك على الجميع – اشكر وامدح أي فعل وصفق له ولو كان صغيرا، واحرص على معرفة أسماء طلابك فالطفل يحب من يناديه باسمه، لا تنتقده أمام الجميع.
تعرف على ما يحبه الأطفال من أسرهم ومن المرشد الطلابي، وتعرف على ما يكرهون حتى إذا كافأت تكافئ بما يحب الطالب وليس بما تحب، ونذكر هنا قصة صغيرة ننهى بها:
جاء أحد أولياء الأمور بابنه يشكو نقص درجاته رغم ذكائه المرتفع واجتهاده وبعد جلسات عرفت ان الطفل يستحى ان يكرم في الطابور فيترك بعض الأسئلة حتى لا يكون الأول فيكرم في الطابور أمام الجميع ولما تغيرت المكافآت للمتفوقين لهدايا فقط عاد دون تردد ليكون الأول على المدرسة، فاذا كافات فكافئ بما يحب الطالب، وليس بما تحب انت.
أخي المعلم: نحن معك خطوة بخطوة، ندعمك نساندك لأننا شركاء في بناء جيل يحب التعلم.
  وإلى لقاء قريب
قسم الارشاد الطلابي